دعم الموسوعة:
Menu
Category: كتب تحدثت عن الموسوعة
Pages: 163
Price: مجاناً للقراءة فقط
ISBN: ISBN: 9781908286086
Library: مكتبة الإمام الحسين الخاصة - لندن
Location: بيت العلم للنابهين، بيروت - لبنان
Year: 2003

Hits: 3709

Lent status: Available

Availability: 0/0

  / 0
PoorBest 

Review

التاریخ على حقیقته .. السیرة الحسینیة مثالاً

یمثل التاریخ محیطا کبیرا، عمیقا فی قاعه، عالیا فی أمواجه، واسعا فی سواحله، غزیرا فی أحیائه، ولا یستطیع شق عبابه إلا من امتلک ناصیة سفینة سریعة ترتکز الى ساریة عالیة تتهادى به الى حیث الکنوز.

وربان السفینة لیس کحاطب لیل، فهو یتقصى مواقع الخیر والصید الثمین، ومثله الباحث فی التاریخ، یتلمس الحقیقة بین رقاع من المعلومات والقصص، یستبین الصدق من الکذب، والحقیقة من السراب، وقد رکب مرکبا صعبا، لان التاریخ أمواج من الحوادث یتبع بعضه بعضا، تنسج علیها أقاویل قد تصدق وقد لا تصدق، ومن ملک باع التحقیق وفتح مغالیق البحث على کل الاتجاهات دون تعصب أو میل وهوى، فقد ظفر بمضمار الحقیقة، وانتهى الى خط النجاح، تتساقط خلفه الحوادث الضعیفة السند وتتهاوى الموضوعات التی دسها عبید الدنیا فی دیوان التاریخ رغبة فی مال هذا السلطان او حظوة هذا الوالی، أو تعصبا الى باطل، او کرها فی حق.

والأمم الحضاریة، لا تکتفی بحاضرها، لان الحاضر قطعة من الماضی، کما هو امتداد للمستقبل، والحاضر لا یکون حاضرا حضاریا، ما لم یکن سبیل التاریخ حقائق باهرة ووقائع زاهرة تتهاوى على جانبیه الأکاذیب والأقاویل والموضوعات، ولا یأتی هذا بالتمنی وعدّ النجوم، وإنما بسهر اللیالی وقوة التحقیق وفراسة البحث والتنقیب عن الماضی النظیف من بین رکام الکم الهائل من المعلومات والقصص والسیر. ولا یتأتى هذا الأمر إلا لندرة نادرة من الرجال، لان قاع التاریخ عمیق جدا.qiraat-frontcover

الباحث العراقی عبد الزهرة محمد الأسدی، الذی قرأ الجزء الأول من کتاب (السیرة الحسینیة)، یحاول أن یقنعنا بالأدلة الدامغة وعبر کتابه الموسوم "قراءات فی الجزء الأول من السیرة الحسینیة"، الصادر فی بیروت عن بیت العلم للنابهین، فی 168 صفحة من القطع المتوسط، إن مؤلفه العلامة الدکتور محمد صادق محمد الکرباسی، هو عیّنة بارزة من هذه الندرة، التی رکبت الصعاب لاستخراج حقائق التاریخ الاسلامی وبیان فلسفته، من خلال متابعة سیرة الامام الحسین بن علی (ع)، وبخاصة فی الفترة التی سبقت ولادته (ع) والسنوات الأربع من حیاته بین یدی جده الأکرم محمد رسول الله (ص)، وبأسلوب علمی حدیث یعتمد الجداول والتاریخ الدقیق والخرائط لبیان تسلسل حرکة التاریخ عبر الزمن وعلى الأرض.

وکتاب (السیرة الحسینیة) الذی هو جزء من عشرة أجزاء لباب واحد فی موسوعة تضم ستین بابا، جاء فی کتب السیر فریدا، وهذه حقیقة یقف عند بابها الباحث الأسدی، مؤکدا أن الموسوعة الحسینیة: "أثبتت وجودا تجاوزت ساحاتها، وتأثیرا فی النفوس فوق مساراتها، فاقت مثیلاتها کماً ونوعاً، واثقة فی خطواتها"، وهی: "کتاب تقرأ فیه ما بین الجلدین، یشد بعضه بعضا، سِفر من سادة الأسفار، فاق زمانه ووسع مکانه" وهذا السِفر: "هو نتاج عالم أقل ما یوصف به شیخ الفلاسفة وفیلسوف الشیوخ".

ویقرأ الأسدی، المقدمة التمهیدیة للسیرة الحسینیة، التی تناولت "تاریخ الانسان"، و"مَن وراء التاریخ"، وهل "التاریخ فاعل أو مفعول"، و"کیف یتحدد التاریخ"، وما هی "قیمة التاریخ" وعن "الفرق بین التأریخ والتاریخ"، وعن "الفرق بین علم التاریخ وعلم الآثار"، و"هل یعید التاریخ نفسه"، و"بماذا یؤرخ"، و"مَن المؤرخ"، و"هل یخضع التاریخ للتخصص"، وعن "مبدأ التاریخ الاسلامی" ومقومات "النهضة الحسینیة ومقومات التأریخ"، ومدى "حجیة التاریخ"، وبیان "السیرة لغة واصطلاحاً"، ثم الإشارة الى "الهدف والمضمون فی السیرة"، وبیان معالم "هذه السیرة"، وتوضیح "الخصائص"، وتسلیط الأضواء على "نشأة الطفل" وعلاقة ذلک بالوراثة والتربیة والأسرة والبیئة.

ویناقش المؤلف الأیام الستة لخلق الکون التی ورد ذکرها فی الآیة 4 من سورة السجدة: (الله الذی خلق السموات والأرض وما بینهما فی ستة أیام ثم استوى على العرش..)، والیومین الذین خلق فیهما الله الأرض، والأیام الأربعة التی أوجد فیها الحیاة، کما فی الآیة 9 و10 من سورة فصلت: (قل أئنکم لتکفرون بالذی خلق الأرض فی یومین وتجعلون له أندادا ذلک رب العالمین. وجعل فیها رواسی من فوقها وبارک فیها وقدر فیها أقواتها فی أربعة أیام سواءاً للسائلین)، ویناقشهما بالاعتماد على علمی الفلک والجیولوجیا، وبما انتهت الیه استنتاجات المصنف الکرباسی لمبدأ الحیاة البشریة على الأرض ومن منظور علمی الآثار والتاریخ، حیث یرى أن الحیاة مرّت بأربعة عصور: من هبوط آدم (ع) وحتى طوفان نوح فی الفترة الواقعة بین العام (6880 ق. هـ) والعام (3824 ق. هـ). ومن طوفان نوح (ع) وحتى البعثة النبویة الشریفة فی العام 13 قبل الهجرة. ومن البعثة النبویة وحتى انتهاء الحکم العثمانی فی العام 1342 هجریة. ومن انتهاء العصر العثمانی وحتى یومنا هذا.

بید أن الأسدی له وجهة نظر أخرى لبدایة التاریخ البشری، فعنده أن الحیاة مرت بخمسة عصور: من هبوط آدم (ع) وحتى آخر نبی سبق النبی نوح (ع) وسماها بعصر النبوة ومدتها لا تقل عن 8000 سنة، وفیها کان متوسط عمر الانسان من 1500 سنة الى 2000 سنة. والعصر الثانی ویبدأ من بعث نوح (ع) لحین بعث النبی ابراهیم (ع)، ومدتها 4000 سنة، وفیها عمر الانسان من ألف الى 300 سنة. والثالث عصر الدیانات الحنفیة والیهودیة والمسیحیة، تبدأ من بعث النبی ابراهیم الخلیل (ع) لحین بعثة النبی محمد (ص)، ومدتها 3000 سنة، ومتوسط عمر الانسان فیها بین 400 الى 100 سنة. والرابع عصر دول الإسلام، ویبدأ من البعثة النبویة الشریفة لحین النصف الثانی من القرن التاسع عشر المیلادی، وفیها متوسط عمر الانسان بین 85 و35 سنة. والعصر الخامس هو عصر الحضارة والاختراعات والاکتشافات، وهو قائم حتى یومنا هذا. وینتهی الأسدی الى أن عمر الحیاة البشریة هی (16500) سنة، أی ضعف ما توصّل الیه المحقق الکرباسی، على إننی أمیل الى ما ذهب الیه الکرباسی، بخاصة إن الجزء الأول من مجلد (الحسین والتشریع الاسلامی) الذی صدر فی العام 2000، یتناول بشیء من التفصیل سلسلة حیاة الأنبیاء وشرائعهم، ما یجعلک تعتقد أن ما تفرد به المحقق الکرباسی، هو الأقرب الى الحقیقة، ولکن هذا لا یمنع من وجود هامش فی تفاوت السنین.

فی الواقع إن التاریخ الإنسانی کما یذهب الیه الکرباسی ویؤیده الأسدی هو من صنع الحدث أو الشخص، وإذا کان الحدث من صنع الخالق، فلا دخل للإنسان فی حرکیته، ولکنی اعتقد أن بعض الحوادث التی تبدو خارج إرادة الانسان مثل التغیرات الجویة والجیولوجیة ذات التأثیر المباشر على الحیاة، فان للإنسان دخلا فیها وان بدا غیر ظاهر، فالاحتباس الحراری على سبیل المثال، وهو فی جانب منه من نتاج الانسان، یساعد بشکل مباشر على خلق التقلبات الجویة والعواصف والتیارات البحریة المهلکة والفیضانات.

ویستقرأ المؤلف نظرات المصنف فی العلاقة بین التاریخ والزمن، والعلاقة بین الزمان والمکان، لیؤکد: "إن الزمان هو محور التأریخ وحرکة التاریخ تابعة لحرکة الزمن، فإذا توقف الزمان توقف التاریخ، وقد یکون کلیا فیحصل الفناء المطلق فینتهی عنده التاریخ"، وهذه علاقة تلازمیة قائمة ما قامت الأجرام التی بها یتحدد الزمن، وبالزمن یتحدد التاریخ، وبالإنسان محور الخلق فی الأرض تتحدد حرکة التاریخ.

ویناقش المؤلف ما أورده المصنف من الفرق بین التأریخ والتاریخ، والفرق بین علم التاریخ وعلم الآثار، وعن إعادة التاریخ لنفسه، فالتاریخ کما یرى المصنف یعود بأسبابه ومسبباته باعتبار أن المعطیات الأساسیة للتاریخ واحدة والإنسان نسخة طبق الأصل من حیث المستودع وان اختلفت صوره ونسب غرائزه.

وعن بدء تاریخ المسلمین الهجری، فان المحقق الکرباسی له رأیه الخاص، فهو لا یؤمن بصحة الرأی الذی یتخذ من العام 16 هجریة کمبدأ لتحدید التاریخ الاسلامی، وإنما یعتبره العام الذی تم فیه إقرار التاریخ الهجری بشکل رسمی بناءاً على اقتراح من الامام علی (ع) للخلیفة عمر بن الخطاب، فی اتخاذ شهر محرم الحرام مبدءاً، لقطع الخلاف بین المسلمین حول تحدید بدایة الشهر، بلحاظ أن هجرة النبی محمد (ص) الى المدینة المنورة تمت فی شهر ربیع الأول، ویدعم رأیه باستشهادات عدة تقطع الشک بالیقین.

ولما کانت السیرة هی من مصادیق التاریخ، فان المؤلف یناقش أفکار المصنف حول مفهوم السیرة، لیکون مدخلا الى بحث السیرة الحسینیة التی تدور علیها حوادث هذا الجزء والأجزاء الأخرى، فالسیرة الحسینیة: "هی بیان عن کل ما صدر عن الامام الحسین (ع) من قول أو فعل أو معایشة کان له دور فیها ولو لمجرد الحضور فیما نصت المصادر على ذلک"، وهذه السیرة قائمة على بیان حیاة الامام الحسین (ع) قبل الولادة وأثناء حیاته وبعدها، بوصفه من العظماء الذین خطوا فی صفحة الدنیا أخادید عمیقة، تجری فیها میاه الحیاة حتى یومنا هذا، وبوصفه من: "الاختیار الأعظم من الله العظیم أرادهم أن یکونوا رسلا وقادة أئمة هداة، فنزّههم من کل ما من شأنه النقص تکریما لهم بمقتضى الحکمة". فتقصى المصنف النشأة الأولى للإمام الحسین (ع)، قبل وبعد الولادة مستعینا بعلم الوراثة ودور الآباء بنقل المورثات، ومؤیدا بالروایات الدالة على طهارة المولد وراثیا، وبحث الجانب التربوی وتأثیره على نمو الطفل، باعتبار: "أن التربیة وأسسها ترتبط ارتباطا وثیقا بالرؤیة الفلسفیة للحیاة وکیفیة التعامل معها وبما فیها"، وتأثیر التربیة على المورثات القابلة للضمور، سلبا أو إیجابا، بخاصة فی محیط الأسرة والبیئة الذی له دور کبیر فی نشأة الطفل وتعیین مسار حرکته فی الحیاة.

ویعتقد المؤلف أن المصنف هو: "فیلسوف التاریخ الحسینی الأوحد" لأنه استطاع أن یترجم الأحادیث الواردة فی فضائل ومناقب الحسین (ع) على لسان جده الرسول الأعظم (ص) الى حوادث ووقائع تاریخیة، ثبتها بالیوم وربما بالساعة وحدد مکانها والأجواء المحیطة بها، وهذا ما یعبر عنه فی علم التاریخ بفلسفة التاریخ، وبالتالی استطاع المصنف أن یرفع الکثیر من اللبس حول الحوادث التاریخیة ویعید الأمور الى مجاریها الطبیعیة، بخاصة وان المصنف فی هذا الجزء اعتمد وضع الخرائط لبیان مسیرة الرسول (ص) وتحرکاته فی داخل المدینة المنورة وخارجها، فی الفترة التی عاش فیها الامام الحسین (ع) فی کنف جده صغیرا.

فی الحقیقة إن عملیة التثبت من الأحادیث والروایات المتعلقة بالإمام الحسین وتشخیص المناسبة، ودلالات فعالیات الرسول (ص) فی داخل البیت العلوی وقریب منه، هی مادة الجزء الأول والثانی من سلسلة السیرة الحسینیة، قسّمه المصنف الى تسعة مقاطع، استقل فی الجزء الأول بخمسة مقاطع، وکل مقطع هو فی حقیقته مقطع زمنی، یجری فیه المصنف قراءة فاحصة للحوادث، حیث یؤرخ المقطع الأول للفترة من مبعث النبی محمد (ص) الى السنة الرابعة للهجرة، أی فترة "ما قبل الحمل"، والمقطع الثانی یتثبت المصنف من الحوادث التی وقعت فی السنة الرابعة للهجرة ومنها ولادة الإمام الحسین (ع) فی 5 شعبان، کما یؤرخ المقطع الثالث لحوادث السنة الخامسة الهجریة، والمقطع الرابع للسنة السادسة، والمقطع الخامس لحوادث السنة السابعة الهجریة.

وکما یؤکد الأسدی، فان المحقق الکرباسی بان قلمه عن إشراقات فی التاریخ النبوی والحسینی، تدحض الکثیر مما علق فی أذهان الناس، فعلى سبیل، ینفی المصنف وبالدلیل، حلول الخوف والارتباک فی روع الرسول (ص) عند البعثة النبویة ونزول جبریل (ع) علیه بسورة اقرأ، أو استعانته بالآخرین بالوقوف على الحالة التی حصلت له فی الغار، فجبریل (ع) کان یلازم الرسول الأکرم (ص) مذ کان فطیما، فلم یکن أمر النبوة مفاجأة على قلبه، حتى یحتاج الى من هو دونه لبیان نبوته.

ومن المفارقات التی نجدها فی المقطع الزمنی الأول، أن الحمزة بن عبد المطلب (ع) هو سید الشهداء، استشهد بأمر هند أم معاویة وله من العمر 57 عاما، وان الحسین (ع) هو سید الشهداء، استشهد بأمر یزید بن معاویة حفید هند وله من العمر 57 عاما.

ویرى الأسدی فی قراءته للمقطع الزمنی الثانی، أن التاریخ لم ینصف السیدة فاطمة بنت أسد والدة الامام علی (ع) التی وقفت مع النبی (ص) فتى وکبیرا، وأن : "تعتیما مقصودا قد نال هذه السیدة العظیمة بعطایاها نحو الرسول (ص) کما نال ما ناله سیدها أبو طالب من ظلم الرواة ودس الحاقدین على وصی الصادق الأمین فی تشویه الحقائق ودس الأکاذیب لکل من له صلة بأمیر المؤمنین (ع)، ولا عندی ما أضیفه إلا أننی أقول إنهم أول المظلومین من آل هاشم".

وینفی المصنف فی المقطع الزمنی الثالث، یؤیده فی ذلک المؤلف، أن یکون الحسین (ع) او أخوه الحسن (ع) قد تعلما القرآن على ید معلم خارج إطار بیت النبوة، ویؤکد بالدلیل القاطع أن النبی (ص) کان معلم القرآن الأول لسبطیه، ویضیف الأسدی: "إن الأنبیاء والرسول منزهون من تعلیم البشر، وإنما معلمهم هو الله وحده عن طریق وحیه الأمین، ویجوز أن یعلم النبیَّ نبیٌّ آخر، وبالأخیر فآخر المعلمین مُعلّم من الله. والرسول والأنبیاء یعلمون أوصیاءهم، ولا معلم لأوصیائهم غیرهم، والوصی یعلم الوصی من بعده الى أن یشاء الله عز وجل".

ویستخلص المصنف فی المقطع الزمنی الرابع، من جملة حوادث، جرت فی عهد النبی الأکرم (ص)،: "الأثر البالغ فی تشیّع المنطقة الشرقیة للجزیرة العربیة والبحرین منذ أمد بعید" حیث کان أهلها فی ذلک الوقت على دین النصرانیة ینتظرون بعثة النبی محمد (ص) الذین بشرهم به الإنجیل.

ویتوقف الأسدی فی قراءته لهذا المقطع، عند مرض الحسن والحسین (ع) وعیادة النبی (ص) لهما وما جرى من حوار، فیرى أن الکرباسی بأسلوبه الجمیل: "حوّل المسرح فی حواره النثری الى مسرح شعری شبیه بما فعله شوقی فی مسرحیاته الشعریة، وما أن قرأت تلک اللوحات الشعریة الجمیلة فی تحاوراتها حتى تمنیت لو أن شاعرا مسرحیا من شعرائنا الذین أجادوا الشعر الملحمی کالمرحومین الشیخ الفرطوسی وبولس سلامة ومعهم الشرقاوی فی صیاغته المسرحیة فیضع لنا مسرحیة شعریة یتناول فیها الحسین فی ظل جده الأکرم".

وفی المقطع الخامس والأخیر من هذا الجزء الذی یغطی السنة السابعة للهجرة، یرى المصنف أن الدولة الاسلامیة کانت قد أکملت جمیع مقومات وجودها.

وفی خاتمة المطاف، لفتت انتباه المؤلف نقطتان:

الأولى: إن المحقق الکرباسی: "شابه فی عمله فی هذه الموسوعة وطریقة تبویبها طریقة العالم الکیمیاوی الروسی مندلییف فی وضع جدوله الکیمیاوی والمسمى باسمه حیث ترک الفراغات فی هذا الجدول للعناصر التی لم تکن معروفة فی زمانه وغیر المکتشفة، مما حدا بالعلماء الذین جاؤوا من بعده على اکتشافها ودراستها وإملاء جدوله وإکماله، والشیخ الفاضل الکرباسی تعامل مع موسوعته وتبویبها بالصیغة ذاتها لتکون کتابا مفتوحا لکل شاردة وواردة عن الحسین (ع) یمکن أن تکتشف مستقبلا فیتم تدوینها".

الثانیة: إن المحقق الکرباسی: "شابه فی عمله هذا العلامة الأمینی صاحب الغدیر فی کثافة إطلاعاته ودراساته للألوف من المصادر والدراسات لغرض استخراج الآراء".

فی الحقیقة ان قراءة الأسدی فی کتاب السیرة الحسینیة من دائر المعارف الحسینیة تکشف عن قراءة جدیدة للتاریخ ینتهجها المحقق الکرباسی، تضع الحوادث على سکة الحقیقة وجادة الصواب.