دعم الموسوعة:
Menu
  • slide-1.jpg
  • slide-2.jpg
  • slide-3.jpg
  • slide-4.jpg
  • slide-5.jpg
  • slide-6.jpg
  • slide-7.jpg
  • slide-8.jpg
  • slide-9.jpg
  • slide-10.jpg
  • slide-11.jpg
  • slide-12.jpg
  • slide-13.jpg
  • slide-14.jpg
  • slide-15.jpg
IMAGE لأول مرة في الكويت: تظاهرة ثقافية عن دائرة المعارف...
السبت، 08 آذار/مارس 2014
لأول مرة في الكويت: تظاهرة ثقافية عن دائرة المعارف الحسينية   المركز الحسيني للدراسات- الكويت   تحت رعاية... Read More...
IMAGE النائب عاشور يقف على الانجاز العلمي لدائرة المعارف في...
الإثنين، 03 آذار/مارس 2014
النائب عاشور يقف على الانجاز العلمي لدائرة المعارف في لندن المركز الحسيني للدراسات- لندن دعا النائب في مجلس... Read More...
IMAGE أمسية كويتية تلاحق آخر المصنفات الموسوعية
الإثنين، 03 آذار/مارس 2014
أمسية كويتية تلاحق آخر المصنفات الموسوعية المركز الحسيني للدراسات- لندن كشف الدكتور نضير الخزرجي عن جوانب من... Read More...
IMAGE ديوان الشعر التركي الجزء الأول
الأربعاء، 06 كانون2/يناير 2016
مشاعر عابرة للحدود والأدب التركي مثالها   ما يميز المشاعر والأحاسيس أنها عابرة للحدود اللغوية والقومية... Read More...
IMAGE ديوان الشعر الپشتو الجزء الأول
الأربعاء، 01 كانون2/يناير 2014
أدباء شرقيون يعلقون أعواد آلامهم على عرجون محرّم بقلم: د. نضير الخزرجي لا أخال أحداً من المسلمين وغيرهم لا... Read More...
IMAGE ديوان التخميس الجزء الأول
الأربعاء، 01 كانون2/يناير 2014
من باب التخميس شعراء يدخلون أبيات المسمّطات راجلين بقلم: د. نضير الخزرجي كان اسم المتصوف الأندلسي المصري مرسي... Read More...
يجوز من الأنس وما لا يجوز في شريعة الجنس
الثلاثاء، 25 آذار/مارس 2014
يجوز من الأنس وما لا يجوز في شريعة الجنس د. نضير الخزرجي يجد المرء في بعض الأحيان حرجاً كبيراً من الإقتراب من... Read More...
IMAGE شريعة الأزياء
الأربعاء، 20 تشرين2/نوفمبر 2013
أزياء جميلة تدغدغ تقاطيع النفس قبل تقاسيم الجسد بقلم د. نضير الخزرجي   قادتنا الغيمة البركانية التي ضربت... Read More...
IMAGE شريعة الذرّة
الثلاثاء، 22 تشرين1/أكتوير 2013
للشرع حضور في الذرّة حتى المجرّة بقلم د.  نضير الخزرجي لو شاء الله أن نفخ الروح في رفات إنسان مات قبل مئات... Read More...
تـقریظ سماحة العلامة السید محمّد بن عبد القادر آزاد
الأحد، 30 حزيران/يونيو 2013
الهدیة العلمیة العظیمة عنوان تـقریظ تـفضل به العلامة السید محمد بن عبد القادر آزاد رئیس مجلس علماء باکستان ،... Read More...
IMAGE تقريظ سماحة العلامة الشیخ ضیاء الزبـیدي
الأحد، 30 حزيران/يونيو 2013
موسوعة لیس لها مثیل فی العالم   لقد تحدث الخطیب البارع العلامة الشیخ ضیاء الزبـیدي، عن "دائرة المعارف... Read More...
IMAGE تـقریظ الخطیب الشیخ إفتخار حسین بن محمد جواد الأنصاری
الأربعاء، 26 حزيران/يونيو 2013
خدمة لا نظیر لها عنوان تـقریظ تـفضل به فضیلة الوزیر الخطیب المفضال الشیخ إفتخار حسین بن محمد جواد الأنصاری [1]... Read More...
سماحة آیة الله الحجة الشـیخ أختر النجفي
الثلاثاء، 21 أيار 2013
دائرة المعارف الحسینیة تفوق غیرها تـقریظ تـفضل به سماحة آیة الله الحجة الشـیخ أختر عباس بن صدیق النجفي (1)... Read More...
IMAGE سماحة آیة الله العظمى السید محمّد حسین فضل الله
الثلاثاء، 21 أيار 2013
المشروع الجلیل عنوان تـقریظ تـفضّـل به سماحة آیة الله العظمى السید محمّد حسین بن رؤوف فضل الله (1)   بسم... Read More...
IMAGE سماحة آیة الله الشیخ محمد هادي معرفة
الثلاثاء، 21 أيار 2013
الدراسة الشاملة لأبعاد الحرکة الحسینیة   عنوان تـقریظ تفضل به آیة الله الشیخ محمد هادي معرفة لـ" دائرة... Read More...
تقريظ ‏الأدیب الفاضل مصطفى العقبی‏
الثلاثاء، 25 حزيران/يونيو 2013
Read More...
IMAGE تقريظ الأديب الدكتور أسعد أحمد علي
الثلاثاء، 25 حزيران/يونيو 2013
إبداعُ الوَفاءِ والنَّقاء عامُ الثِّمار (115)= (3944)   بحــــال أحد دمشق 12/5/1431 هـ- 25/4/2010 م (1) تبقى "دائرةُ... Read More...
تقریظ الأديب الأستاذ السیّد محمّد صالح یوسف
الثلاثاء، 25 حزيران/يونيو 2013
العمل الرائد عنوان تقریظ بعث به الأدیب الفاضل الأستاذ السید محمد صالح یوسف، لدائرة المعارف الحسینیة   بسم... Read More...
تـقریظ سماحة العلامة السید محمّد بن عبد القادر آزاد
الأحد، 30 حزيران/يونيو 2013
الهدیة العلمیة العظیمة عنوان تـقریظ تـفضل به العلامة السید محمد بن عبد القادر آزاد رئیس مجلس علماء باکستان ،... Read More...
IMAGE تقريظ سماحة العلامة الشیخ ضیاء الزبـیدي
الأحد، 30 حزيران/يونيو 2013
موسوعة لیس لها مثیل فی العالم   لقد تحدث الخطیب البارع العلامة الشیخ ضیاء الزبـیدي، عن "دائرة المعارف... Read More...
IMAGE تقريظ سماحة العلامة الدكتور الشیخ حسن الصفار
السبت، 01 حزيران/يونيو 2013
  ثورة الحسین و ثروة المعرفة    عنوان رسالة تقریظیة بعثها العلامة المفضال الدکتور الخطیب الشیخ حسن بن... Read More...
IMAGE البروفیسورنوئيل کیونتن وليام کینغ
السبت، 01 حزيران/يونيو 2013
أنبل وأسمى الإنجازات الإسلامیة   لقد تناول البروفسور نویل کیونتن کینغ(*)، الأخصائي بالتاریخ والأدیان... Read More...
IMAGE الدكتور رام روشن جی کومار
السبت، 01 حزيران/يونيو 2013
الموسوعة جامعة کبرى   لقد استعرض الخبیر بالتاریخ الاجتماعي والأدبي لشبه القارة الهندیة الدكتور رام روشن... Read More...
IMAGE البروفیسور میخائیل كراسنوفسكي
السبت، 01 حزيران/يونيو 2013
هی المرة الأولى في تاریخ التألیف   کتب البروفیسور میخائیل كراسنوفسكي، باللغة العبریة، عن الجزء الرابع من... Read More...

 

نساء .. ولکن لسن کباقی الرجال!

 

أینما ألقى المرء ببصره فی هذه الدنیا وما حولها ابتعد قلیلا أو کثیرا، إلا وتراءت لناظریه التعددیة فی کل شیء والثنائیة فی الخلق والموجودات، فالأرض نابضة بالحیاة بفعل الشمس والقمر ولولاهما لتاه الزمان وساخ المکان وانعدم الحیوان والإنسان، والدماء تجری فی عروق الإنسان بفضل الماء والهواء، والإنسان یمشی على قدمین ویعمل بیدین وینظر بعینین ویسمع بأذنین ویتنفس برئتین ویدر بکلیتین ویبکی بمقلتین ویضحک بوجنتین ویسجد على راحتین، ومن قبل هداه النجدین.

والحیاة الدنیا ذکر بلا إنثى ممات، وأنثى بلا ذکر ثمرة انعدم قاطفها، فلا صلاح للحیاة الکونیة مع الشمس دون القمر ولا صلاح للحیاة الإنسانیة مع الرجل دون المرأة ولا المرأة دون الرجل، فکل یطلب صاحبه وصاحبه یطلبه، ولا محیص عن الفطرة الکونیة، فأصل الحیاة آدم وحواء وعیسى استثناء کما هما آدم وحواء، فعماد خیمة الرجل المرأة وأوتادها صلاحهما وتحت ظلها ینعم الأبناء، وفی الأمثال "البیت لا یبنى على الأرض بل على المرأة"، فإذا أتى الرجل البیت من بابه وضع قدمه على أول السلم نحو الجنة وفلاحها وإذا تسلق جدرانه أو تسلل من شباکه کان أول الخطو نحو الجحیم ولفحها، فالنساء لیس کما سئل الشاعر فأخطأ الجواب (من بحر البسیط):

إن النساء شیاطین خلقن لنا *** نعوذ بالله من شرّ الشیاطین

بل النساء کما قال الضد النوعی (من البسیط):

إن النساء ریاحین خلقن لکم *** وکلکم یشتهی شمّ الریاحین

وکما قال نصیر المرأة الإمام علی بن أبی طالب (ع): "المرأة ریحانة ولیست بقهرمانة"، ومن أحسن التعامل مع الوردة لاح منظرها وفاح عطرها، ومن أساء حرم نفسه من شم الریاحین وأقام فی داره قهرمانة (تخرّب بالنهار بیته وباللیل تحرق زیته) کما یقول المثل الفلسطینی، والبیت العامر مداره الوئام فیه المرأة کما یقول المثل الأندلسی (النساء نار الشتاء ونسیم الصیف)، وفی مثل هذه الأجواء یکون حجر المرأة دارا هانئة للأولاد على مدار السنة وتعاقب الأعوام.

واذا کان صلاح المرأة فی حسن التبعُّل، فحسنها لا یقل عن مواکبة حرکات الإصلاح، تلد للأمة رجالا أشداء لا تأخذهم فی الحق لومة لائم، وإذا جد الجد وقفت إلى جانب الرجل تدفع الشر والأذى عن الأمة وحیاضها، فهی تحفظ للرجل فی بیته عرضه وماله وأولاده، وتحفظ للأمة کرامتها وعزها وأرضها أمام سلطان ظالم أو عدوان غاشم، ولا أوضح من نهضة الإمام الحسین (ع) صورة حیث تجلى فیها دور المرأة المناضلة التی عانت کما عانى الرجال، فذهب الرجال شهداء وواصلت هی حرکة الدفاع عن الأمة ومقدساتها بالکلمة الصادقة فی وقت کان المرء یخاف من ظله ولا یأمن جاره، وربما عدم الأمن والأمان فی داره، وحیث صدرت ثلاثة أجزاء من معجم أنصار الحسین (الهاشمیون)، فان البحاثة الدکتور الشیخ محمد صادق الکرباسی یواصل فی الجزء الأول من کتاب (معجم أنصار الحسین .. النساء) الحدیث عن النسوة اللاتی مات عنهن الرجال فی کربلاء، وأبقن على رایة الحق خفاقة عالیة، حیث صدر هذا العام 2009م عن المرکز الحسینی للدراسات بلندن فی 511 صفحة من القطع الوزیری.

تمایز لا تفاضل

من الأخطاء التی تنم عن جهل غیر مقصود وربما جهل متعمد، هو الخلط بین مفهومی التمایز والتفاضل عند الحدیث عن الفروقات بین الرجل والمرأة بدعوى المساواة المتهمة فی بیان معناها ومصادیقها الخارجیة، فالعنب من حیث هو عنب فاکهة ولکن الأسود یختلف عن الأخضر والأصفر یختلف عن المارونی، فالتمایز بینها لا یعنی التفاضل، وهذا الأمر ینطبق على کثیر مما نرى فی الحیاة ونتعامل معه، ومن ذلک مصداق الإنسان فی فرعیه الذکوری والأنثوی، فالمرأة إنسانة والرجل إنسان، وعند وصف کل واحد منهما یظهر التمایز من زوایا مختلفة، فلا یعنی هذا التمایز تفاضلا بین نوع وآخر، فالحیاء صفة عامة موجودة لدى الرجل والمرأة ولکن زیادته فی الرجل نقصان عقل وأمر مفضوح وقلته فی المرأة نقصان إیمان وأمر مقبوح، فعدم التساوی لا یعادل التفاضل، وهکذا یقال فی العقل والعبادات، وفی التعامل الفیزیائی لکل من الذکر والأنثى، فالمرأة جمالها فی رقتها والرجل جماله فی خشونته، فلا الخشونة تصلح للمرأة ولا الرقة من شأن الرجل، والتمییز بینهما لا ینقص من شأن المرأة ولا یزید من شأن الرجل.

هذا المفهوم الذی یحاول البعض اللعب به والتلاعب بعواطف المرأة تحت دعوى المساواة، یناقشه البحاثة الکرباسی فی مقدمة أخذت من صفحات الکتاب ربعه فی عناوین مختلفة بأسلوب استدلالی یضع الأمور فی نصابها ویعطی لکل ذی حق حقه، فالتفضیل کما یراه أفضل نسبی: "أی أنک تفضل أمرا أو شخصا فی هذا المجال أو هذا المکان أو الزمان بدلا عن ذلک"، ثم "إن العمل بالاختصاصات أو الممیزات لیس تفضیلا" فالماء هو الماء ولکن یفضل فی الصیف البارد منه لرویه الصدور الصادیة ویبتعد عنه فی الشتاء لما یسببه من أمراض صدریة، فلا تمییز بین الماء ولکن التفضیل جاء تبعاً للظرف الزمانی، وهذا الأمر ینطبق على کل جزئیة من جزئیات الحیاة، فاختلاف سنی البلوغ لدى الذکر والأنثى لیس تفاضلا، کما إن نقصان عقل المرأة کما ورد فی بعض النصوص لا یقصد العقل الذی لدى الإنسان، وإنما إشارة إلى الذاکرة، فالنقصان کما یؤکد الفقیه الکرباسی هو نقصان الذاکرة لا نقصان العقل، بفعل عوامل فسیولوجیة ونفسیة عدة: "وإلا فإن فی النساء مَن هنّ راجحات العقول على الرجال کما یشهد بذلک التاریخ ومواقف النساء المسلمات على عهد الرسول (ص) والأئمة الأطهار (ع)".

عبودیة لا حریة

وقد وجد البعض فی المرأة مادة دسمة للطعن بها والرقص على أوتار عواطفها الجیاشة بزعمه الدفاع عنها، لکنه فی حقیقة الأمر یحاول الطعن بها عبر التعرض للإسلام الذی أکرم المرأة وأعزها، وأظهر مکانتها الحقیقیة حیث حاولت المجتمعات المختلفة طمسها تحت مسمیات ما أنزل الله بها من سلطان، فمرة جعلوها من صنف الجن، ومرة نسبوها إلى الشیطان، وثالثة نزعوا عنها روحها التی أودعها الله فی بدنها کما أودع مثلها فی بدن الذکر، فأباحوا لأنفسهم وأدها صغیرة ودفنها کبیرة إذا مات عنها زوجها، وإذا أراد لها الإسلام صیانتها نزعوا عنها سترها وقالوا دعوها وحریتها فالحجاب عبودیة على سبیل المثال، حتى نهض فی نادیهم جمیل صدقی الزهاوی (1936 م) ینشد (من الخفیف):

أسفری فالحجاب یا بنت فهر *** هو داء فی الإجتماع وخیم

مع إن الحجاب جزء من کرامة المرأة، ولکن لا یخفى أن التوقف على حجاب بعینه ربما أثار حفیظة البعض فراح یشنع على الإسلام، مع إن: "نوعیة الحجاب وأسلوبه متروک إلینا ولیست منوطة بشکل معین من الأشکال التی فرضتها العادات والتقالید وهرّج لها الأعداء، وانتقصوا الإسلام وجعلوه عائقا أمام المرأة لممارستها الحیاة بالشکل المطلوب"، بل یذهب الفقیه الکرباسی بعیدا إلى القول إن الکثیر مما یسمى بالحجاب: "لا یفی بالغرض بل یوجب المزید من الإثارة، وقسم منها یوجب القرف، لذا علینا أن نلتزم بما ألزمنا به الشرع ولا نتبع الأهواء من العادات والتقالید".

وهنا یبرز مفهوما التمایز والتفاضل، فالمرأة جوهرة وصاحبة جمال وافتتان، فحجابها جمالها فهو لیس تنقیصا لها، وحجاب الرجل مثلبة له، وفوق ذلک فان ستر الجوهرة دون أن تمنع من العمل: "یزید فی رغبة الرجل بالنساء مما یتلاءم مع تکوین المجتمع الفاضل وتکوین الأسرة على المحبة والوئام من خلال الأسس الصحیحة دون أن یکلفها شیئا باهظا لترغیب الرجال بالزواج منها"، على أن الإسلام لم ینفرد بالحجاب وإنما هی فطرة إنسانیة عملت بها کل الحضارات والمدنیات السماویة والأرضیة، لأن الحجاب کما یؤکد المؤلف: "لا یعنی حجبها عن المعرفة والعلم والعقل بل الحجاب یعنی حجبها من السوء والشر اللذین یمکن أن یأتیاها من الأشرار وأصحاب السوء" کما إن الإسلام لم یمنع عموم الاختلاط، إلا ما أدى إلى الفساد: "بل الملاحظ إن جمیع العبادات تعد من الأمور التی یختلط فیها الرجال بالنساء، فالطواف فی مناسک الحج، وإقامة الصلوات الخمس وغیرها جماعة، وکذلک سائر الشعائر الدینیة تقام فی تجمع حافل بالرجال والنساء"، فالحجاب لا یعنی قمع الحریة، کما إن الحریة لا تعنی التحلل، فحیث أن الرجل مناط بالأعراف والقوانین کذلک المرأة، فالعری من ذکر أو أنثى مرفوض عرفا وقانونا فی الکثیر من البلدان المتحضرة غربییها وشرقییها، فحظره على الرجل لا یعد منقصة لحریته، فمن باب أولى هو مکرمة للمرأة الجوهرة والقارورة، وحسبما یقول الفیلسوف الاشتراکی الفرنسی بییر جوزف برودون (pierre joseph proudhon) المتوفى سنة 1865 م: "إن التحریر الذی یطلبه بعضهن باسمهن هو تسجیل الشقاء علیهن تسجیلا قانونیا إن لم أقل تسجیل العبودیة".

قشرة الحضارة

والمشکلة لیست فیمن یخلط بالأوراق فحسب، بل فی بعض المتزمتین الذین یریدون إعادة المرأة إلى العصر الجاهلی بذریعة الالتزام بالإسلام، فیمنعون على المرأة التعلیم، ولذلک تجد الأمیة منتشرة حیث تنتعش الأفکار المتزمتة غیر الحنیفیة وتعشش، حتى جرّأ البعض على القول بأن الإسلام یعارض تعلم المرأة، فالنصوص القرآنیة والحدیثیة لا یمکن حصرها بالذکر کما یریدها البعض: "من ذوی العقول المتحجرة ممن لا صلة لهم بالفقه الإسلامی ولیس لهم باع فی النصوص القرآنیة والروائیة، ویتمسکون ببعض الظواهر التی کانت سائدة منذ الجاهلیة"، فلا حجة لحمل النصوص الخاصة بالتعلیم على الذکور کما لا حجة للمتربصین بالإسلام بالاستدلال على الفکر الإسلامی اعتمادا على السیرة الخاطئة لأعمال المنتسبین له، وهذا الأمر ینسحب على عمل المرأة فحشمتها لا تمنعها من العمل، وأن لنا فی أم المؤمنین خدیجة الکبرى نموذجا رائعا إذ کانت من کبار تجار مکة، وبأموالها وبسیف علی (ع) وصبر بعلها (ص) قام صرح الإسلام بإذن الله.

وعلى غرار التعلیم یستعرض المؤلف الروایات الذاهبة إلى منع المرأة من تولی الولایة، فیرى: "أنها لا تصلح للنهوض فی حجب المرأة من تبوء المناصب العلیا من المرجعیة الدینیة أو السیاسیة من الولایة والإمارة أو القضاء والتقلید، وذلک لأن معظم الروایات مرسلة أو ضعیفة السند، ومن جهة أخرى فإنها لا تفی بالغرض لوحدها"، ولکن فی الوقت نفسه لا یرید الفقیه الکرباسی مخالفة الإجماع إن ثبت ونهض فی بعض المحظورات التی لها علاقة بفسیولوجیة المرأة ونفسیتها، ویهاجم أولئک الذین أطبقوا المنع على المرأة فی کل شیء، حیث: "تزمّت بعضهم وأبعدها عن کل المناصب، سواء أکانت خطیرة أو لم تکن، دون أن یستند إلى دلیل مقنع، وفی الحقیقة هو من الرجوع إلى الجاهلیة، ونظرتهم الظالمة عن المرأة، وهو بمثابة وأد لها، ولکن بشکل آخر، وقد حررها الإسلام من ذلک".

ومثل هذا یقال فی القیمومة، فهی کما یؤکد: "تحمل المسؤولیة فی الجانب الإداری فی دائرة ضیقة ألا وهی فی الحیاة الزوجیة" لسبب جسمی وحقوقی، فلا فضیلة لرجولة الزوج فی الإدارة ولا منقصة لأنوثة الزوجة فی تولی الحمل والإنجاب والإرضاع، إنما هو: "من باب توزیع الأدوار حسب المقومات الجسمیة والنفسیة"، فآیة قیمومة الرجل على المرأة: "لا تشیر إلى أن الرجل أفضل من المرأة بل تشیر إلى أن کل واحد منهما أفضل من الآخر فی جهة من الجهات فالمرأة مفضلة فیما یحتاجه الطفل إلى رعایة وعاطفة، والرجل مفضل علیها فی الکد لتأمین عیش الطفل وما إلى ذلک، وهکذا".

وقد یشار إلى أن الإسلام أتى بالتعددیة الزوجیة، فی حین أن الإسلام جاء ونظم العملیة برمتها واشترط لها شروطها، واختار لبنی البشر أنجحها، وما یقال عن زواج الرسول (ص) من تسع وقد اختص به، إنما هو من باب الحکمة وتوسعة رقعة الإسلام حیث نجد وراء کل واحدة من أزواجه قصة، بل: "إن فی کل واحدة سراً وحکمة للمصلحة العامة وللإسلام والمسلمین، ولا ریب أنه کان یقوم بذلک تحت مظلة السماء"، وحسب رائد علم الاجتماع الفرنسی لوبون غوستاف (lebon gustave) المتوفى سنة 1931م: " إن مبدأ تعدد الزوجات الشرقی نظام طیب یرفع المستوى الأخلاقی فی الأمم التی تقوم به ویزید الأسرة ارتباطاً، ویمنح المرأة احتراما وسعادة لا تراها فی أوروبا، ولا أرى سببا لجعل مبدأ تعدد الزوجات الشرعی عند الشرقیین أدنى مرتبة من مبدأ تعدد الزوجات السری عند الأوروبیین، مع أننی أبصر بالعکس ما یجعله أسنى منه".

فی الواقع أن البعض من المسلمین تمسکوا بقشرة الحیاة وتخلوا عن لبها، بظنهم أنهم لبسوا رداء الحضارة والمدنیة، بید أن شعارهم عین الجاهلیة، وإلا فان کرامة المرأة مصونة کما هی کرامة الرجل.

تطبیق مزاجی

وبعضهم فهم النصوص بشکل مغلوط، فراح یطبقها وفق مزاجه الذی ینبع من هوى النفس، فیقدم بعضهم على ضرب الزوجة فی تفسیر خاطئ لقوله تعالى: (واللاتی تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن فی المضاجع واضربوهن فإن أطعنکم فلا تبغوا علیهن سبیلا) النساء: 34، فالنشوز لا یختص بالمرأة فقط، فهو یصدر من الرجل أیضا، کما أکد على ذلک الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع): "النشوز یکون من الرجل والمرأة جمیعا"، أما الهجر فلا یعنی هجران مخدع الزوجیة کما قد یفهم البعض، وإنما کما یؤکد المفسر والمؤلف الشیخ الکرباسی: "أی هجر المضاجع أن یحوّل الرجل ظهره إلیها فی الفراش، وهو ما نصت علیه روایة الإمام محمد بن جعفر الباقر (ع) فی قوله: یحوّل ظهره إلیها"، وأما الضرب فإذا أخذنا به الضرب الظاهر من النص کما ذهب إلیه أعلام المفسرین والفقهاء فهو: "أن الضرب یکون بالمندیل- ولیس بسیاط- بشکل لا یؤلمها" وربما بالسواک، لأن المقصود من الضرب هو الردع وإظهار الانزجار، وقد ورد فی مناهی الرسول الأکرم (ص): "لا یضرب أحدکم امرأته ضرب العبد ثم یعانقها فی آخر النهار"، وحسب اعتقاد المفسر الکرباسی إن المتبادر من الحدیث الشریف: "أنه أراد إقلاع المسلم عن ضرب زوجته، دون أن یشرّع الضرب الخفیف"، بل ویذهب بعیدا فی فهم لغوی آخر لمفردة الضرب وهو الإعراض کقولنا ضرب عنه صفحا أی أعرض، فالمراد من الضرب: "أی الإعراض عن المرأة، سواء فی العمل الجنسی، أو النوم معها فی فراش واحد"، فالمراحل الثلاث عند نشوز المرأة عن زوجها هی مراحل ترتیب من الأخف إلى الأثقل، فالضرب الجسدی خال من الآیة: "وأما الأقوال الأخرى، فالظاهر أنها بعیدة عن روح التسامح الإسلامی المعهود، کما أن الأمر وارد هنا للإباحة ولیس فرضا کما علیه معظم الفقهاء والمفسرین"، کما لم نعهد أن قام الرسول (ص) أو أحد من أهل بیته (ص) بضرب الزوجة.

بل أن الحب هو الذی یجعل سماء بیت الزوجیة صافیة: "وقد بنیت الحیاة على الحب، ولولاه لما استقام حجر على حجر ولا قام شیء أبداً، فإنه الضمان الوحید لاستمرار الحیاة والعیش لکل شیء .. ومن مظاهر هذا الحب حب الزوجین فلولاه لما استقام هذا العش الذهبی، إذ هو أساسه ورأسه وعلیه بناء حیاة الأسرة المقدسة"، وهذا الحب یجسده النبی الأکرم فی حبه لنسائه حتى قارن حبه للجنس الآخر بالطیب والصلاة: "أحبُّ من دنیاکم ثلاث الطیب والنساء وقرة عینی الصلاة" والصلاة عمود الدین، فبیت بلا امرأة صالحة کدین بلا صلاة مقبولة، وسنة الرسول (ص) حجة على الآخرین.

وهذا الحب یجسده الإمام علی (ع) برثائه السیدة فاطمة الزهراء (ع)، کما فی الشعر المنسوب إلیه (من الوافر):

حبیبٌ لیس یعدِلُه حبیب *** وما لسواه فی قلبی نصیبُ

حبیبٌ غابَ عَنْ عَینی وجسمی *** وعَن قلبی حبیبی لا یغیبُ

ویجسده سید الشهداء الإمام الحسین (ع) فی بیان حبه لزوجته الرباب بنت امرء القیس الکلبیة المتوفاة سنة 62 هـ، وابنته سکینة المتوفاة سنة 117 هــ فی الأبیات المنسوبة إلیه (من الوافر):

لعمرک إننی لأحبُّ دارا *** تحلّ بها سکینة والرّباب

أحبهما وأبذل جُلَّ مالی *** ولیس لعاتب عندی حساب

ولست لهم وإن عتبوا مطیعا *** حیاتی أو یغیّبُنی التراب

فالمرأة کما یؤکد الباحث: "زهرة إن أولیتها اهتمامک استقبلتک بثغرها الباسم واستمتعت بطیبها النافح، وإن أذبلت عنها ذبلت وأذبلتک، وأصبحت حیاتک کاللیل الدامس".

حب وولاء

وللحب جناحان یطیر بهما المحب یمناه الحاء (الحقیقة) ویسراه الباء (بیانها)، فالأوکسجین وحده لا یکفی لتکوین جزئیة ماء الحیاة، والهیدروجین لوحده لا ینشئ ماءاً، إذا اجتمعا أسسا وحدة مائیة، فحقیقة الحب تبقى غیر مفهومة إذا لم یتول المحب بیانها، وباجتماع الحاء والباء تجنّح الحب وطار على رؤوس المحبین، وتلألأ العشق، وکأنی بقول الشاعر الجزائری المعاصر الدکتور عبد العزیز بن مختار شبّین، وهو ینشد (من البسیط):

سبحانَ مَنْ علَّمَ العشّاقَ أحرُفَهُ *** ثمَّ اصطفاهم فکانَ الحبُّ منقلبا

وعلى ضوء المعادلة الحبیة الولائیة، تفرّغ المحقق والرجالی الشیخ الکرباسی لبیان الشخصیات التی تشکلت منها واقعة کربلاء رجالا ونساءا، ولکنه لیس بیان نقل وتقلید وإنما بیان نقد وتجدید، فجاء الذکور من الهاشمیین فی ثلاثة أجزاء، ومثله لغیر الهاشمیین، ولحقه الإناث بجزئین، وهذا الأول الذی ضم النساء حسب الحروف الهجائیة من الألف حتى الزای، فهو إن أطال فی معجم أنصار الحسین (الهاشمیون) الوقوف على حامل لواء الجیش وضرغامه، العباس بن علی بن أبی طالب (ع)، فإنه أطال فی معجم أنصار الحسین (النساء) الوقوف على حاملة لواء الإعلام الحسینی وزینة الرجال والنساء، السیدة زینب بنت علی بن أبی طالب (ع)، التی کانت: "تنظر بعین الله وتتنفس برئة الإسلام وتخطو بخطى محمد (ص) وتنطق بمنطق علی (ع) وتعمل بزهد فاطمة (ع)"، والتی یستظهر المحقق الکرباسی أن مرقدها هو القائم فی القاهرة.

ومن القاهرة یحدثنا داعیة التقارب بین الأدیان الأستاذ محمد عبد الفتاح جلال، عن الحب والولاء وهو فی معرض قراءته لهذا المعجم، فیرى أن : "من واجب الحب لرسوله (ص) وتوقیرنا وتعظیمنا له أن نحب أهل بیته الأطهار ونُجلهم ونعظّمهم ونودّهم، وقد حض النبی (ص) على ذلک، وعمل بذلک السلف الصالح رضوان الله علیهم، وأمرنا الشرع الحنیف بالصلاة علیهم مع الصلاة على رسول الله (ص)"

ومن أفضل الآل کما یضیف الأستاذ جلال استنادا إلى ظاهر نصوص القرآن والسنة: "الإمامان الطاهران الحسن والحسین سیدا شباب أهل الجنة"، لکنه یعبر عن أسفه لأن: "شریحة کبیرة من المسلمین فی هذه الأیام وللأسف الشدید یجهلون عظمة هذا الإمام العظیم رغم أنهم ینتمون إلى دین جده العظیم کما یجهلون تراثه الفکری والعلمی والمعرفی والفقهی وغیره"، لکنه فی الوقت نفسه یکشف عن کبیر غبطته وسروره حیث: "انبرى سماحة آیة الله الشیخ محمد صادق الکرباسی حفظه الله تعالى بأن یفرغ نفسه ووقته وضحى براحته لدراسة عریضة وعمیقة ومترامیة الأطراف شاملة لکل جوانب العظمة الکامنة فی هذا الإمام العظیم"، ولأن المؤلف إمتلک من العلوم نواصیها، فإنه: "أجاد فی عرض الموسوعة الحسینیة بهذا الأسلوب العلمی الدقیق وقد حقق وحلل وحاور وبذل مجهودا ضخما خلال عمله الدؤوب والطویل فی هذه الموسوعة الفریدة، إنه ینقل لنا صورة وصفیة حقیقیة بکل أبعادها عن الإمام الحسین (ع)، فیتحدث عن السیرة الحسینیة وکأنه عایشها، وقد تابع خطوات الشعراء الذین نظموا فی استشهاده کما وأرباب المقاتل وما آثر عنه من مقال فقهی وظواهر تربویة إلى غیر ذلک لیکون سائغا أکله یانعا ثماره".

ولا یخفى أن الطاعة من مظاهر الحب والولاء، ولذلک یعتقد الداعیة المصری: "إن هذا المجهود الضخم هو فی نظری عبادة وطاعة لله عز وجل، فالموسوعة الشریفة التی أرست على الستمائة مجلد حوت على العلوم والمعارف والشعر والأدب والفقه والتشریع وعلى سائر العلوم والمعارف، مما لا یخفى على القارئ اللبیب لدى الإطلاع على مضامینها والاستمتاع لدى مطالعتها".

وبعد استعراضه لما جاء فی الجزء الأول وجد الداعیة محمد عبد الفتاح جلال أنه: "من واجب الإیمان أن نثمن جهود هذا الداعیة بشخصه بکل ما یحمله من فکر ومعرفة، وبعمله الرائد الذی یثلج صدر أهل العلم وطلاب الحقیقة، فله درّه وعلى الله أجره، والسلام علیه والبرکة فی عمره الذی دأب على نشر العلم والمعرفة بأسلوبه الشیّق الموزون والمعتمد على الموضوعیة، فهنیئا له وزاد فی توفیقاته بمحمد وأهل بیته الأطهار وصحبه الأخیار".

وهذا الانطباع الذی خرج به داعیة التقارب بین الأدیان، ینم فی حقیقته عن حب للعلم وولاء للعلماء، وهو حب یقع فی طول الحب والولاء لأهل بیت النبوة الذین أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهیرا، وفی موازاة الحب للعلماء وأعلام الأمة الذین هم فی اللیل أقمارها وفی النهار شموسها.