دعم الموسوعة:
Menu

أضواء على النهضة الحسينية

 

إستعرض الأديب الفاضل الأستاذ السيد نور الدين الشاهرودي "دائرة الموسوعة الحسينية"  ضمن كتابه " أضواء على النهضة الحسينية "  جاء فيه :

كتب كثيرة و موسوعات عديدة تم تأليفها عن سيدنا الحسين (عليه السلام ) و نهضته الشريفة بكل شؤونها و شجونها منذ الأزمنة البعيدة و إلى يومنا هذا .

و إن أي واحد من بين هذه الكتب أو الموسوعات لا يتجاوز في أجزائه عن عشرة أو عشرات الأجزاء ، و لكن تأليف موسوعة كبيرة عن سيدنا الإمام الحسين (ع) في خمسمائة جزء متلاحق يكمّل بعضها البعض يُعتبر بكل المقاييس عملاً عظيماً و إنجازاً هائلاً يستحق القائمون عليه كل تقدير و إكبار و ثناء . لأن هذا العمل العظيم يتطلب إمكانيات مالية و معنوية كبيرة و تضافر جهود عظيمة و مستمرة ، إلى جانب بذل جهد دؤوب في التحقيق و التتبع و التواصل في البحث والرجوع إلى آلاف الكتب و المصادر و استخراج كل موضوع يتعلق بالحسـين من قريب أو بعيد ، ثم العمل على صياغتها و تدوينها في الموسوعة الحسينية العتيدة .

و المترجم له متفرِّغ منذ أكثر من عشر سنوات لهذا الإنجاز الحسيني العظيم بكل ما يملك من إمكانيات مادية و معنوية ، و قد استـنفر لذلك كل علمه و فضله و درايته و جهده و جهد أفراد أسرته و عدد من مريديه و المتعاونين معه .

و أعتقد أنه لو تمّ إكمال هذه الموسوعة الحسينية بكل أجزائها الخمسمائة فان مؤلفها سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه ، و سوف تُغني الموسوعة المذكورة جميع الباحثين و الدارسين و المحققين للقضية الحسينية بكل جوانبها التاريخية و الثـقافية و الروحية و الحضارية و العلمية و الاجتماعية و كل ما يرتبط بمدينة الحسين و خطباء و شعراء الحسين و جميع الذين خدموا الحسين بعلمهم و فنّهم و قلمهم و أموالهم ، سوف تُغنيهم عن المصادر الأخرى ، لأن هذه الموسوعة تحتوي على كل الكتب و المصادر التي دوِّنتْ عبر التاريخ عن الحسين و نهضته المباركة .

و من هنا تبدو لنا أهمية الموسوعة المذكورة ، و علينا انطلاقاً من ذلك أن نسأل الله سبحانه و تعالى أن يُطيل في عمر المترجَم له كي يستطيع من إتمام هذا العمل العظيم ، لأنه بعد سنوات عديدة من جهده المتواصل لم تخرج للطباعة من أجزائها سوى خمسة عشر جزءً ، و هي نسبة ضئيلة جداً بالقياس لرقم الخمسمائة .

و يمكننا أن نتصور كم من السنوات تطول لو استمر طبعها على هذه الوتيرة البطيئة ، و لذلك يقترح البعض بأن ينهض من أجل التعاون معه عدد من محبّي الحسين ( عليه السلام ) بتوفير مستلزمات الطبع و النشر له ، و أن تتضافر الجهود المادية و المعنوية لتكون الحصيلة إخراج موسوعة حسينية بخمسمائة جزء و نشرها في المستقبل المنظور و بفترات متقاربة .

و المترجَم له هو الشيخ محمد صادق بن الشيخ محمد بن أبي تراب الكرباسي ، عالم و محقق و باحث إسلامي و مؤلف مُكثر و رجل دين فاضل عفيف .

ولـد في مديـنة كربـلاء فـي الخـامـس من شـهـر ذي الحـجـة سنة 1366 هـ ( 20/10/1947 م ) ، و نشأ في بيت علمٍ و تُـقى ، فقد كان والده العلامة الشيخ محمد الكرباسي من كبار علماء الدين و مشاهير المدرّسين في حوزة كربلاء ، و ينتهي نسب أسرته الدينية إلى مالك الأشتر النخعي صحابي الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام ، و ظهر فيها علماء أعلام من أشهرهم الشيخ إبراهيم الكرباسي صاحب كتاب " الإشارات " في الأصول ، و صهر المرجع الديني الأكبر الشيخ جعفر كاشف الغطاء ، و المتوفى سنة 1261 هـ  و المدفون بمدينة إصفهان .

درس في البداية على والده ، ثم انتسب للحوزة العلمية ، حيث تتلمذ على أعلامها المشاهير في مرحلتي السطوح و خارج الفقه و الأصول ، أمثال : الشيخ جعفر الرشتي ، و الفقيه المحقق آية الله العالم الحجة الشيخ محمد الشاهرودي ، و الباحث الإسلامي المحقق الشيخ محمد رضا الأصفهاني ، و آية الله العظمى الشيخ يوسف البيارجمندي الخراساني ، و آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي . و أقام في النجف الأشرف لفترة قصيرة ، حيث كان يحضر درس المرجع الديني الأكبر السيد أبو القاسم الخوئي ، و درسْ مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الإمام السيد روح الله الخميني ، حينما كان يُقيم في النجف .

ثم اتجه إلى التدريس و التأليف و إدارة بعض المنشئات و الشؤون الاجتماعية و الدينية و إمامة جموع المصلين ، و قد تخرّج من حلقة درسه و بحثه عدد من الطلاب و الفضلاء ، كما شارك في العديد من الندوات و النشاطات الثـقافية و الاجتماعية و السياسية .

و في عام 1391 هـ ( 1971 م ) غادر العراق لظروف سياسية قاهرة و قدم إلى إيران و حلّ أولاً بمدينة طهران و أقام بها لمدة ستة أشهر ، حيث استفاد من دروس المرجع الكبير آية الله العظمى السيد أحمد الخونساري ، و العالم المحقق الكبير السيد أبو الحسن الرفيعي القزويني ، و العلامة الكبير الشيخ باقر الآشتياني ، و بعدها انتقل إلى مدينة قم المقدسة ، حيث حضر دروس المراجع الكبار و الآيات العظام فيها أمثال : السيد محمد كاظم الشريعتمداري ، و السيد محمد رضا الكلبايكاني ، و الشيخ محمد حسين الكرباسي ، و الشيخ هاشم الآملي ، و الشيخ كاظم التبريزي ، و الشيخ مرتضى الحائري اليزدي .

و في عام 1393 هـ ( 1973 م ) غادر إيران إلى لبنان و أقام في بيروت لثلاث سنوات مشتغلاً بالتأليف و ناشطاً في الشؤون الدينية و الثـقافية ، و كان يتردد في هذه الفترة بين بيروت و دمشق للإشراف على بعض المشاريع التي تم إنجازها بسعي المفكر الإسلامي الراحل آية الله السيد حسن الشيرازي .

و أخيراً هاجر إلى لندن و استوطنها منذ عام 1406 هـ ( 1986 م ) و إلى يومنا هذا ، و هو متـفرغ كلياً للتأليف و تدوين موسوعته الحسينية المذكورة .

له من المؤلفات ما يربو على خمسين كتاباً و رسالة ، نذكر عدداً منها كما يلي :

6. رسائل في الصلاة و الصوم و الحج و الزكاة و المتاجر و النكاح و المرأة و الدماء الثلاثة و الأوزان و المقادير .

10. كتاب في الأوزان الصرفية .

و كتب في شروح عدد من كتب القراءة في الحوزات العلمية ، مثل :

و أعود من جديد إلى ذكر دائرة المعارف الحسينية العتيدة فأقول :

بحسب المعلومات التي حصلتُ عليها مؤخراً ، فان عدد أجزاءها قد تجاوز الخمسمائة و وصل إلى رقم خمسمائة و ستة و خمسين جزءً ، و ان كل هذه الأجزاء مدوّنة و مخطوطة و جاهزة للطبع الآن ، غير أن طبعها و نشرها يستـلزم وقتاً طويلاً ، بسبب ما يترتب على ذلك من أعباء و تكاليف باهضة ، بَـيْد أن المركز الحسيني في لندن و المعنيّ بهذا الأمر ناشط و جاهد من أجل ذلك .

و قد تـفضل المترجّم له و أرسل لي قائمة تـفصيلية تحتوي على مجمل المواضيع و البحوث و الدراسات التي يتضمنها كل جزء بالتحديد [1] .

[1] الكاتب هو الأديب الفاضل الأستاذ نور الدين بن محمد بن علي الشاهرودي .

ولد الأستاذ الشاهرودي في مدينة كربلاء المقدسة عام 1354 هـ ( 1935 م ) .

نشأ في تلك المدينة المقدسة و تربى في كنف والده الذي كان من العلماء الأجلاء و بقية أعلام هذه العائلة الكريمة . أكمل دراسته الابتدائية و الثانوية فيها ، كما تتلمذ على فضلائها ، لينهل منهم العلوم الدينية ، ثم هاجر إلى إيران ، و اتخذ من طهرن سكناً له .

اشتعل مترجماً في وزارة الإرشاد ، و أُحيل على التـقاعد عام 1400 هـ . لديه الآن مكتب للترجمة العربية مجازاً من قبل وزارة العدل .

من مؤلفاته :

1-الحسين و الحسينيون .

2- أضواء على النهضة الحسينية .

3- تاريخ الحركة العلمية .

4- حياة آية الله العظمى الشيخ علي الشاهرودي .